لقد حان الوقت لتحرير قادة تقنية المعلومات من "الإصلاح" لمنحهم مساحة للابتكار الحقيقي.

كان عام 2023 هو عام "الإصلاح المتأخر". وهذا وفقًا لبحث جديد أجرته Canon، والذي سأل أكثر من 1700 من صناع القرار في مجال تقنية المعلومات (ITDM) عن تجاربهم من عام 2019 إلى عام 2023، إلى جانب توقعاتهم للسنوات الثلاث المقبلة.

كشف مقياس تطور تقنية المعلومات عن حال صانع القرار في مجال تقنية المعلومات خلال السنوات الـ 5 الأكثر اضطرابًا في الذاكرة الحديثة. في حين أن ذروة كوفيد-19 كانت شديدة الأثر في الماضي، فإن البيانات تُظهر أنه حتى في العام الماضي، كانت المؤسسات لا تزال تركز جهود المشتريات الخاصة بها على حل مشكلات "آثار الماضي" منذ ذلك الوقت.

ومن المشجع أن عديدًا من صناع القرار في مجال تقنية المعلومات يتوقعون بحلول عام 2027 أن تتاح لهم فرصة أكبر للابتكار بطرق أكثر إثارة، وإضافة قيمة جديدة من خلال تقنيات مثل الأتمتة والذكاء الاصطناعي.

ولكن الوصول إلى هذه النقطة قد يكون أسهل قولاً من التنفيذ. تُظهِر البيانات أن صناع القرار في مجال تقنية المعلومات الذين يشعرون بالضغط والذين وقعوا في حلقة مفرغة من إصلاح المشكلات المتأخرة، تقل احتمالية قضائهم الوقت في الابتكار الذي يضيف قيمة جديدة.

كل شخص لديه ذكريات قوية عن اضطراب الجائحة، لذا فليس من المستغرب أن نجد هذا ينعكس في البيانات. ففي ذروة عام 2021، قال صناع القرار في مجال تقنية المعلومات إن التخفيضات في الميزانية (51%) ومشكلات الموارد (57%) كانت شائعة.

وسط هذا الاضطراب، كان صناع القرار في مجال تقنية المعلومات يكافحون لإيجاد طرق ببساطة للحفاظ على استمرارية الأعمال؛ ولم يعد الابتكار أولوية. فبدلاً من ذلك، أُجبر قادة تقنية لمعلومات على التركيز على التحديات الفورية. في الواقع، أبلغ صناع القرار في مجال تقنية المعلومات بذروة هائلة في حل المشكلات التكتيكية اليومية، حيث أشار 57% منهم أنهم قضوا قدرًا كبيرًا من الوقت في صيانة الأجهزة وأشار 54% إلى عمليات حل مشكلات تقنية المعلومات - وهي نسب أعلى بكثير مما شوهد قبل هذه الفترة وبعدها.

على الرغم من أن قادة تقنية المعلومات كانوا يقضون مزيدًا من الوقت في وضع الإستراتيجيات والتخطيط، فإنها كانت أقل أهمية نسبيًا، فلم تكن من ضمن أولوياتهم الثلاث الأولى، ويبدو أن الابتكار قد تباطأ وفقًا لذلك. بحلول عام 2023، أفاد 47% أن التقنيات القديمة تعيق مؤسستهم، ما يضع ضغوطًا على قادة تقنية المعلومات لتعويض الوقت الضائع.

عند التفكير في عام 2023، يمكننا أن نرى أن التهديدات الأكثر إلحاحًا لاستمرارية الأعمال قد انتهت. وقد انخفض عدد صناع القرار في مجال تقنية المعلومات الذين يقولون إنه كان من الصعب مجرد صيانة الأجهزة أو حل مشكلات تقنية المعلومات إلى أكثر من النصف.

من الإيجابي أيضًا أن نرى أن صناع القرار في مجال تقنية المعلومات أفادوا بقضاء مزيد من الوقت في التخطيط ووضع الإستراتيجيات – وارتفعت النسبة من 32% إلى 44% – ولكن كان يصحب هذا توقف في الابتكار؛ إذ تشير النتائج إلى أن معظم هذا التخطيط الإستراتيجي كان مخصصًا لإصلاح المشكلات المتأخرة أو إكمال المشروعات الجارية:

وعند سؤالهم عن أولويات المشتريات الخاصة بهم، قال ما يقرب من 40% من قادة تقنية المعلومات إنهم يعطون الأولوية لمراجعة القضايا التي لديهم بالفعل وتنسيقها.

المشروعات المحددة التي أرادوا حلها لم تكن "جديدة": إذ قال 98% من صناع القرار في مجال تقنية المعلومات إنهم كانوا يبحثون عن طرق لحل المشكلات المتعلقة بالعمل المختلط والعمل عن بُعد، كما قال الكثيرون إنهم ما زالوا لا يتمتعون بالقدر الكافي من الرؤية أو التحكم في سلوك الموظفين عندما يعملون خارج المكتب.

وفي الوقت نفسه، تم إدراج عملية الانتقال إلى الشبكة السحابية أيضًا كأولوية قصوى لعام 2023 (أدرجها 48% من صناع القرار من ضمن نقاط التركيز في المشتريات). ولكن بالنسبة إلى الكثيرين، قد تكون عملية الانتقال إلى الشبكة السحابية ليست بهدف إضافة قيمة جديدة بقدر ما هي وسيلة لإتمام رحلة طويلة. في نهاية المطاف، أكد صناع القرار في مجال تقنية المعلومات على فكرة إنفاق المزيد والمزيد من الوقت على الانتقال إلى الشبكة السحابية بين عامي 2019 و2023. إن حقيقة توقع صناع القرار في مجال تقنية المعلومات أن الانتقال إلى الشبكة السحابية ستنخفض أولويته في السنوات الثلاث المقبلة قد تشير إلى أن البعض يختتمون فترة الانتقال هذه.

بشكل عام، يمكن تلخيص عام 2023 على أنه عام التدابير التحضيرية لما يتعلق بالابتكار.

ما الذي توقع صناع القرار في مجال تقنية المعلومات ارتفاع أولويته بحلول عام 2027؟

من المثير للاهتمام أن نرى أن مجالات النمو هي تقنيات أكثر إلهامًا، ومن ضمنها الذكاء الاصطناعي والأتمتة والتقنيات الموفرة للطاقة. نظرًا إلى التحمس بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في كل الصناعات، فمن الإيجابي أن نرى أنه حتى قبل عام 2023، تم إدراجه بالفعل كأولوية قصوى؛ ومع ذلك، يتوقع صناع القرار في مجال تقنية المعلومات أن يصبح الذكاء الاصطناعي أكثر أهمية بحلول عام 2027. ومن المتوقع أيضًا أن تزداد أهمية التقنيات الموفرة للطاقة بمرور الوقت، ما يعكس التركيز العالمي على حلول التقنيات الأكثر استدامة.

ماذا يعني كل هذا بالنسبة إلى المؤسسات التي تريد التقدم في مجال الأتمتة والذكاء الاصطناعي والتقنيات الموفرة للطاقة؟ يشير هذا إلى أن تأخير الاستثمار في الأمور اليومية ليس الحل. في الواقع، قد يؤدي ذلك إلى حبس فِرق تقنية المعلومات في حلقة من الابتكار فقط لإصلاح المشكلات المتأخرة. ولن يتسبب هذا في الحد من زيادة الابتكارات الملهمة فحسب، بل سيترك أيضًا تأثيرًا كبيرًا في رفاهية قادة تقنية المعلومات في شركتك.

هل ترغب في إفساح الطريق أمام قادة تقنية المعلومات للتركيز على التقنيات الملهمة التي تقدم قيمة إضافية؟ لقد حان الوقت لمنحهم الميزانية والموارد اللازمة لوقف حلقة "الإصلاح" والبدء في الابتكار الحقيقي.

اكتشف المزيد من الرؤي من تقرير مقياس تطور تقنية المعلومات: ما الذي يجعل قادة تقنية المعلومات أكثر سعادة في العمل؟ ولماذا يعملون بجد أكثر من أي وقت مضى؟

تنزيل التقرير