بطل بلا قدرات خارقة: حياة فينس كليمنتس كأب حاضن يعمل بدوام كامل

5 دقائق
صورة لفينس كليمنتس من الرأس حتى الكتفين وهو يبتسم.

إذا صادفت فينس كليمنتس في ممرات مقر العمل، فسيقابلك بابتسامة. لأن هذه هي طبيعته، فهو رجل لا يبخل بالكلمة الطيبة على الجميع وكبيرُ القلب لدرجة تفوق الوصف. ولكن فينس يحمل سرًا. فهو يعمل نهارًا كاختصاصي دعم للمناقصات لدى Canon Europe، لكن مظهره البسيط بملابس العمل يخفي بطلاً خارقًا.

على الرغم من أن هذا ليس اللقب الرسمي الممنوح لنحو 60000 ألف أسرة حاضنة في المملكة المتحدة، فإننا نرى أنه ينبغي إدراجه حتمًا في تعريفات القواميس. حيث نجد فينس وشريكه، اللذين يعملان بدوام كامل بالفعل ولديهما طفلان وكلبان وقط إلى جانب والديهما المسنين المقيمين في جناح ملحق بالمنزل، يستقبلان طفلين آخرين في منزلهما المزدحم. وهذان الطفلان شقيقان صبي وفتاة كانا بحاجة ماسة إلى الاستقرار والحب في خلال فترة مضطربة من حياتهما.

قال فينس ضاحكًا: "ساعدتني المهارات التنظيمية التي اكتسبتها خلال مسيرتي المهنية كثيرًا في تربية أربعة أطفال!" "وخاصة الآن، حيث يذهب الأربعة إلى مدارس مختلفة، ما يعني أربع رحلات يومية إلى هذه المدارس، وأربع مجموعات من الواجبات المنزلية وأربع مجموعات مختلفة لأولياء الأمور على WhatsApp وهي ميزة لا تقدر بثمن لأنها تبقيني على اطلاع دائم".

إذا وصلت في القراءة إلى هذه النقطة وتساءلت كيف يتمكن من التوفيق بين كل هذا في يوم عادي؟، فأنت لست الوحيد الذي يريد الإجابة. ولكن كما يقال، تتطلب تربية الأطفال قرية كاملة، وبالنسبة إلى الأطفال الذين تتم رعايتهم بالحضانة فقد وجدوا بالفعل قرية نشطة. فهم يتمتعون بشبكة دعم رائعة بفضل الأسرة الكبيرة المترابطة، والأصدقاء الموثوق بهم، والمديرين والزملاء الداعمين، والأسر الحاضنة الأخرى، والخدمات المتخصصة، والعاملين الاجتماعيين. وحتى مع كل هؤلاء، فلا يمكن القول إن الرعاية بالحضانة تسير دومًا بسلاسة. وعلى الرغم من أن فينس لا يخفي التحديات التي يواجهونها، فإنه لا يريد تغيير أي شيء منها.

يقول فينس: "عندما تختار الرعاية بالحضانة يجب أن تخوضها وأنت مدرك تمامًا لكل الجوانب. ويتم تخصيص مرافق لك يكون صريحًا تمامًا معك كما هو الحال مع العاملين الاجتماعيين. ولكن بالطبع، خوض التجربة يختلف تمامًا عن مجرد سماعها". "وهناك تحديات، خاصة خلال سنوات المراهقة، كما سيظل الطريق دائمًا مليئًا بالعقبات". فبعد عملية طويلة من التعاون مع الخدمات الاجتماعية لإيجاد التطابق الأفضل بين الأطفال وظروف أسرة فينس (لأن أصغر أبناء فينس مصاب بالتوحد، وهذا عامل يؤخذ دائمًا في الحسبان عند اتخاذ أي قرار)، استقبلت الأسرة الشقيقين ضمن ما يُعرف "بالترتيب الطويل الأمد". "هناك رعاية قصيرة الأمد وأخرى طويلة الأمد وأخرى دائمة. ولم تكن الرعاية القصيرة الأمد مناسبة لنا، لأننا كنا بحاجة إلى التفكير في البيئة المحيطة بولدنا الأصغر، لذا رغبنا في مساعدة الطفلين على المدى الطويل".

يقول فينس إن الهدف هو "الاستقرار التام والروتين المنظم والبنية الواضحة". فالأطفال يزدهرون عندما يعرفون ما ينتظرهم من دون الاضطرار إلى القلق بشأن ما سيحدث". والحفاظ على روتين يومي ثابت داخل المنزل أمر أساسي عند تربية طفل مصاب بالتوحد، وهذا بدوره يسهم في توفير الاستقرار والهدوء العاطفي الذي كان أطفالهم بالحضانة في أمسِّ الحاجة إليه. "في غضون أسبوع أو أسبوعين فقط، زال ارتباكهما من المدرسة. وأصبح سلوكهما داخل المنزل رائعًا، وأعتقد أن هذا يعود إلى أنهما يعرفان دائمًا المتوقع منهما لأننا خلقنا بيئة هادئة حقًا منذ يومهما الأول معنا".

صورة لفينس كليمنتس من الرأس حتى الكتفين وهو جالس مبتسم على كرسي بذراعين.

ساعدت التربية اللطيفة الطفلين في تجاوز شعورهما بالذنب. ويشرح فينس قائلاً: "يريد الأطفال بالحضانة البقاء مع والديهم ولا يرغبون في تركهم لأنهم لا يعرفون غيرهم". لذا يشعر كثير منهم بأنه لا ينبغي لهم أن يستمتعوا بالحياة مع الأسرة الحاضنة الجديدة. وهذا يستغرق بعض الوقت". يتناقش فينس وشريكه كثيرًا حول المستقبل والعلاقة التي سيتمتع بها الطفلين مع والديهما البيولوجيين عندما يكبران. كما يشجعان الطفلين بالحضانة على كتابة الرسائل وإرسال الهدايا والبطاقات لأسرتهما في المناسبات. يقول فينس: "نحن ندعم علاقتهما بأسرتهما البيولوجية حتى لا يشعرا بالذنب لعدم وجودهما معًا".

أما بالنسبة إلى فينس وشريكه، فهناك الآن ستة أشخاص في أسرتهما. وسيظل طفلاهما بالحضانة معهما حتى يبلغا 18 عامًا، لكن هذا مجرد رقم يفرضه القانون بالنسبة إلى جميع أفراد الأسرة. ربما يغادران للالتحاق بالجامعة، غير أن ذلك لن يُحدث أي فرق بينهما وبين أطفالنا الآخرين. لأنهما جزء من أسرتنا". لكن بالنظر إلى الاحتياجات الفردية لأربعة أطفال، وما يصاحب ذلك من ترتيبات يومية كثيرة، هل فكر فينس يومًا في ترك العمل والتفرغ لتربية أبنائه؟ أبدًا.

قال فينس موضحًا: "تربية الأطفال أمر مجزي للغاية، والقدرة على مساعدة طفلينا بالحضانة شرف لنا. لكنني لم أرد التخلي عن حياتي المهنية، فأنا أستمتع بالعمل في المكتب وأشعر بالحاجة إلى الحفاظ على هذا الجانب من حياتي". "كما أن مدير الموارد البشرية ومديري المباشر متفهمان وداعمان للغاية أيضًا. وقد قالا لي: "إن ما تقوم به أمر مذهل، أخبرنا فقط بما تحتاج إليه وسنساعدك دائمًا". إضافة إلى هذا، لدي أسرة مميزة وشريك رائع. نحن دليل واقعي على إمكانية الجمع بين امتلاك مسيرة مهنية مميزة وتقديم الرعاية الحاضنة. يمكن إنجاح الأمر بالتأكيد.

اكتشف المزيد حول الوظائف في Canon.

ذات صلة