مرت عدة أسابيع منذ أن ضرب زلزال بقوة 6,8 درجات جبال الأطلس الكبير في المغرب، على بعد سبعين كيلومترًا فقط من مدينة مراكش، وقد كان الدمار أكبر من أي شيء يمكن لأي منا تصوّره. كان الزلزال الأعنف في تاريخ المغرب، وكان قويًا بما يكفي لتدمير قرى بأكملها وقتل وجرح الآلاف من الأشخاص. وسيعيش الناجون إلى الأبد مع ذكريات الدمار الهائل وانشقاق اللأرض من حولهم، الذي أدى الى هدم منازلهم وتجريدهم من كل ممتلكاتهم وأرزاقهم وأمنهم.
ولكن ما هو شعور الطفل حيال ذلك؟ إنه مخلوق يعتمد على الآخرين، يكون عالمه صغيرًا ويجلس مرتاحًا ويشعر بالأمان في منزله أو صفه الدراسي أو بين ذراعَي والدَيه المحبيَن. أين يوجد مكان لتكون مجرد طفل وسط هذه المأساة والخوف؟
في خضم صخب التبرعات بأساسيات الطعام والملابس والمأوى، علينا أن نتذكر حاجة الأطفال إلى التعلّم واللعب والغوص في عالم الخيال. إنها عوامل ضرورية لبنيتهم الجسدية وصحتهم العقلية. قد يكون توفير القدرة على "عيش الطفولة" كما يجب، على الرغم من الاضطرابات العنيفة والفوضى، ما هو مطلوب ببساطة للمساعدة في شفاء كل الجراحات.
غير أن توفير مثل هذه الموارد للأطفال في أعقاب كارثة طبيعية يشكل أمرًا صعبًا. لكن بالشراكة مع جمعية Association Moltaka B'ladi pour la Citoyenneté (جمعية ملتقى بْلادي للمواطنة)، تمكّنت شركة Canon Middle East من حشد الزملاء وعائلاتهم ليجتمعوا معًا لإنشاء مجموعات من الكتيبات المطبوعة وأقلام الرصاص والأقلام والمزيد غير ذلك من أجل تسليمها إلى مئات الأطفال في المناطق الأكثر تضررًا في المغرب.
تم تصميم الكتب المطبوعة لرفع معنوياتهم، وتتميّز هذه الكتب بشخصية تدعى أمل لتجسيد "الأمل"، وهي ترشدهم ضمن سلسلة من الأنشطة المفيدة:
صور لتلوينها
يُعتبر التلوين، على نطاق واسع، نشاطًا تأمليًا وإدراكيًا، ويمكن أن يوفر مهربًا ذهنيًا مؤقتًا للأطفال بعيدًا عن الإجهاد والقلق، فضلاً عن توفير منفذ للتعبير الإبداعي والشعور بالإنجاز.
الأعمال الفنية الورقية من Creative Park
يمكن أن يكون ابتكار الأعمال الفنية على أنواعها نشاطًا اجتماعيًا حقًا، ويُعتبر منح الأطفال فرصة للتركيز وحل المشاكل معًا طريقة قيّمة لتعزيز ثقتهم ودعم صحتهم العقلية.
قصص أمل من الحكواتي
في العالم العربي، "الحكواتي" هو نوع من رواة القصص، يفتن السامعين، صغارًا وكبارًا، ويأسر حشودًا ضخمة. وانطلاقًا من هذا التقليد، تشارك أمل مجموعة من القصص مع الروايات المصممة خصيصًا لإلهام هؤلاء القراء الصغار وتقويتهم.
تم التبرع بعدد كبير من العناصر الحرفية من قِبل زملاء في Canon لإرفاقها مع الكتب وقد تمت طباعتها بسرعة باستخدام تقنية Canon وتم تسليمها مباشرةً إلى فريق المتطوعين. وأحضر الكثير من الزملاء أطفالهم معهم إلى المكتب للمساعدة في إنشاء هذه الحزم لهؤلاء اليافعين الذين فقدوا الكثير. ونتيجة لذلك، كان أيضًا يومًا من التكاتف والتعلّم والتأمل.
أن يكون المرء جزءًا من هذه الجهود الجماعية في مختلف أنحاء العالم في أعقاب هذه الكارثة المحزنة والمأساوية، يُظهِر الحب والتعاطف والوحدة. الأمر يذكرنا بأنه في أوقات الشدائد الكبرى، من الممكن، لا بل من الضروري أن نقدم نفحة من الأمل وأن نمنح الأطفال فرصة للعب.
ذات صلة
-
اليد الواحدة لا تصفق: لماذا يصبح العالم مكانًا أفضل عندما يسرد لنا صانعو التغيير قصصهم
حضر محمد محيسن حفل توزيع جوائز الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة، حيث تكون المنافسة آخر ما يدور في ذهن الأشخاص، وكانت لدى الجميع قصة عميقة التأثير لسردها.
-
إحداث تغيير عبر مجال التصوير الفوتوغرافي: حديث مع جون وامبوغو
يخبر جون وامبوغو Canon بكل شيء عن عمله الإنساني في كينيا، وكيف ساعده التصوير الفوتوغرافي في دفع عجلة التغيير في المنطقة وخارجها.