يفسح Unseen Europe المجال أمام الإمكانات

4 دقائق
صورة تم التقاطها من الخلف. صورة تُظهر رأس امرأة وكتفيها وهي تضع يديها على صورة مطبوعة ملموسة لمجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس الجيش بنقشة مموهة. وهناك يد ثالثة تمتد من اليسار لتلمس الصورة المطبوعة.

من الحقائق التي لا تبعث على الارتياح أنه من بين الاستجابات العديدة لمعارض World Unseen أن أكثرها انتشارًا هو التقدير الخالص والعاطفي في أغلب الأحيان. لقد سمعنا مرارًا وتكرارًا من زوارنا المكفوفين وضعاف البصر أنهم حتى قبل تجربتهم للصور المطبوعة البارزة أو الاستماع إلى الأوصاف الصوتية أو لمس أناملهم طريقةَ برايل كانوا سعداء لمجرد مراعاة احتياجاتهم. وبعد تجربة الصور بالفعل، أعربوا كثيرًا عن أملهم في أن يصبح هذا النوع من الرعاية والاهتمام أمرًا شائعًا.

"كانت الفكرة تكمن في الشعور بالتقدير"، ورد ذلك على لسان ﻓﻴﻠﻴﺐ فاندنببت المدير الأعلى لخدمات الاتصالات والتسويق المؤسسية في اتحاد البنلوكس الذي أشرف على تنظيم الإصدار البلجيكي من معرض World Unseen. وفي مدينة ميكلين بالقرب من أنتويرب، أعربت سفيرة Canon والشخصية البلجيكية الشهيرة ليف بلانكويرت أيضًا عن سعادتها البالغة لأن معرضها We Are Europe‏ (Wij zijn Europa) سيشارك في رحلة World Unseen في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.

أُقيم هذا المعرض في مركز الثقافة في ميكلين، وهو مركز مرموق للفنون والثقافة، كجزء من مهرجان على مستوى المدينة أُطلق عليه اسم Construct Europe الذي احتفل برئاسة بلجيكا لمجلس الاتحاد الأوروبي. وكما تتوقع، فإن الجمع بين الكثير من العوامل المتداخلة أدى إلى نجاح الحدث بشكل كبير، حيث شهد الحدث إقبالاً هائلاً من الزوار خلال فترة الحدث التي استمرت اثني عشر يومًا.

جداران مُتعامدان من جدران المعرض يعرضان أربع صور مُعلّقة. وتوجد أمام الجدارين نُسَخ مطبوعة ملموسة وبارزة للصورة معروضة على حامل مائل.

عُقد Wij zijn Europa/‏World Unseen على مدار اثني عشر يومًا في معرض ميكلين للفنون بالقرب من مدينة أنتويرب وعرض صورًا تم التقاطها في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.

وكان أحد هؤلاء الزوار كينى ديمولدر الذي فقد بصره في سن الثامنة. وكان هذا الحدث بالنسبة إليه بمنزلة فرصة نادرة لإضفاء تفسيره الخاص على صورة ما. ويوضح قائلاً؛ "أعتمد عادةً على الأوصاف التي يقدمها متطوعون من تطبيق Be My Eyes أو الذكاء الاصطناعي، ثم أصبح لديّ تفسير موجود للواقع. حيث يمكنني هنا أن أتحسس الصور وأقوم بتكوين صورة. وهذا نوع من الحرية".

وساعد في إحياء قصص ليف حول أوروبا كل من منظمة brailleliga (التي يُطلق عليها The Braille League) وLicht en Liefde وهي منظمة تعمل على تحسين نوعية حياة المكفوفين وضعاف البصر. وتحتفل كلتاهما بمرور قرن من الزمان على دعم المكفوفين وضعاف البصر في جميع أنحاء بلجيكا، وحضرتا لتقديم المشورة والدعم خلال تنفيذ المعرض وتنظيمه وتجهيزه. حيث تم استخدام تقنيات Licht en Liefde للوصول إلى الأوصاف الصوتية للمعرض، كما نظمت brailleliga زيارات جماعية مصحوبة بمرشدين للزوار الذين يرغبون في تجربة اجتماعية بدرجة أكبر.

سفيرة Canon ليف بلانكويرت على الجانب الأيسر وضيف يتكئ ويلمس صورة مطبوعة بارزة من أعمالها.

كينى ديمولدر على الجانب الأيسر وليف بلانكويرت على الجانب الأيمن يبتسمان في أثناء لمس كيني لصورة مطبوعة بارزة.

كان معرض ميكلين للفنون (Kunsthal Mechelen)بمنزلة لوحة مثالية لأعمال ليف، فضلاً عن كونه مكانًا صغيرًا يوفر مساحة كبيرة للزيارات الجماعية، والكلاب المرشدة والكلاب المساعدة، والكراسي المتحركة، وغير ذلك من وسائل النقل المساعدة. وكانت المقاعد متاحة لمن يطلبها من الزوار، حيث عاشوا تفاصيل كل صورة بالكامل مستمتعين بكل العناصر المميزة والجذابة للمطبوعات. فضلاً عن استيعاب التفاصيل التي لم تكن متاحة لهم في أشكال أخرى. ويتذكر ﻓﻴﻠﻴﺐ قائلاً: "هناك صورة لامرأة حامل، وكانت ردود الأفعال مذهلة". "مثل، "يا للروعة، يمكنك حقًا الشعور ببطنها! لأن الأمر لا يقتصر على العناصر البارزة، بل يمكنك الشعور بالطريقة التي تم من خلالها وصف شكل البطن الفعلي"".

بالنسبة إلى ﻓﻴﻠﻴﺐ، الذي حضر المعرض كل يوم وقضى الوقت مع جميع الزائرين المكفوفين أو ضعاف البصر، كانت هذه لحظة من بين اللحظات المميزة الكثيرة التي عاشها على مدى اثني عشر يومًا من المعرض. ويتابع قائلاً: "أعتقد أن نتيجة إتاحة الوصول إلى ذلك بطرق مختلفة من خلال المطبوعات البارزة والأوصاف الصوتية وطريقة برايل والمشاهد الصوتية تعني أن جميع الزائرين استمتعوا بذلك بطريقتهم الخاصة". "مكث أغلب الزائرين المكفوفين أو ضعاف البصر في المعرض لمدة تتراوح ما بين ساعتين وثلاث ساعات. وتستغرق كل التفاصيل وقتًا طويلاً لتكتمل الصورة. فعلى سبيل المثال، قال لي شخص يجلس في مكان هادئ، لا تقلق، أنا حقًا أستمتع بالمعرض. لكن بعد أن ألمس الصورة، أحتاج إلى الجلوس والاستماع إلى القصة، ثم يمكنني الربط بين الأمرين في ذهني".

Canon World Unseen

يبدو أن هذه هي الطريقة بالضبط التي تريد ليف أن يتم التعايش من خلالها مع مشروعها. فكل قصة ترويها من مختلف أنحاء أوروبا تتضمن أجزاء مختلفة، من الصور التي تلتقطها، وكذلك أيضًا الكلمات الرائعة التي تعبر عنها في كتابها وكتابها الصوتي. وبطبيعة الحال المسلسل التلفزيوني والفيلم الوثائقي الذي استغرق ساعة، والذي عُرض أيضًا في المعرض. كل عنصر ينبض بالحياة، ويضيف تقديم الصور من خلال وسيلة المطبوعات البارزة عمقًا وتفاصيل جديدة إلى هذه الحكايات الشخصية للغاية حول الحياة والحب والمخاوف والآمال. إن القدرة على الشعور بملمس كل واحدة منها وشكلها بأطراف أصابعك تضفي معنى جديدًا على We Are Europe – وربما شعورًا أقوى بالارتباط.

بل والأكثر من ذلك؛ يضيف الجمع بين المعرض وWorld Unseen حكاية جديدة عن أوروبا في حد ذاته. حيث يمكن للتقنيات أن تظهر بعدة طرق مختلفة ومفيدة، بالإضافة إلى كيفية العيش في فترة من تاريخ البشرية حيث يمكن للتقنيات أن تُحدث تغييرًا في كل يوم بالنسبة إلى الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة. تُظهر لنا ليف أملنا المشترك. ويفسح World Unseen المجال أمام الإمكانات.

اكتشف المزيد عن مشروع We Are Europe‏ (Wij zijn Europa) الخاص بليف بلانكويرت وعن بحثها عن الوحدة في كل بلدان الاتحاد الأوروبي، وشاهد الصور بالطريقة التي قد يعيشها الأشخاص المكفوفون على معرضنا الإلكتروني World Unseen.

ذات صلة

  • رجل يجلس على دلو مقلوب أمام خلفية مصوّر باللون الرمادي. ويحمل في يديه عصا الراعي. ويوجد على جانبي الخلفية أكثر من اثنتي عشرة بقرة في حظيرة ضخمة.

    We Are Europe

    33000 كيلومتر و27 دولة وخمسة أشهر وامرأتان وهدف واحد: لفهم ما يربطنا حقًا أينما كنا نعيش في الاتحاد الأوروبي.

  • رأس رجل ذي شعر داكن قصير وكتفه. يقف وظهره إلى الكاميرا ويمكن رؤية الجزء العلوي من حقيبة ظهره السوداء فوق قميصه الأخضر. وينظر إلى صورة ضخمة أمامه، ولكن حوافها ضبابية للغاية. ويبدو أن مركز الصورة شيء أخضر يشبه أوراق الشجر.

    تصميم شامل لمشروع World Unseen

    عندما تحدثت آنا تايلور، رئيسة مجلس أمناء المعهد الوطني الملكي للمكفوفين (RNIB)، في الأمسية الافتتاحية لمشروع World Unseen، كان من الواضح أن النجاح يثمر من القيم المشتركة.

  • صورة "Rhino Wars" بعدسة برينت ستيرتون

    صورة "Rhino Wars" بعدسة برينت ستيرتون

    إنها الصورة المفجعة التي التقطها المصور الصحفي الجنوب إفريقي برينت ستيرتون لآخر ذكر من وحيد القرن الأبيض الشمالي.

  • على اليسار، رجل يداه خلف ظهره ينظر إلى جدار مُعلق عليه ثلاث صور تجريدية باللونين الأحمر والأسود. وعلى يمينه رجل على كرسي متحرك يحاول النظر إلى إحدى اللوحات من خلال هاتفه.

    الحقوق والممرات المنحدرة والحقائق: تجعل الفن "متاحًا للجميع"

    إذا كان 16% من سكان العالم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت المشاركة في الحياة الثقافية لمجتمعاتنا حق من حقوق الإنسان، فلماذا لا تزال إمكانية وصولهم إلى الفن بهذه الصعوبة؟