تعلم الإنصات وتعلم التعبير

4 دقائق
امرأة شابة بتسريحة ذيل حصان طويل تحمل كاميرا أمام وجهها وتلتقط صورة لهيكل ضبابي عن بُعد.

التعايش مع فقدان السمع في أي عمر أمر صعب، ولكنه قد يؤثر بدرجة أكبر في الشباب من حيث دراستهم وفرص توظيفهم وتوقعات مستقبلهم. وفي كينيا، تفاقمت هذه المشكلة بسبب ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، وحتى أولئك الذين يتمتعون بعقلية ريادية يمكن أن يواجهوا عقبات إضافية، مثل نقص المهارات وشبكات العلاقات اللازمة لتحقيق طموحاتهم.

للأسف، يمثل فقدان السمع مشكلة واسعة النطاق في إفريقيا، وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن تستمر الأعداد في الارتفاع على الرغم من أن الغالبية العظمى من الحالات "ترجع إلى أسباب يمكن الوقاية منها مثل العدوى وأمراض الأذن الشائعة." وبالتأكيد، كان هذا هو الحال بالنسبة إلى كثير من الطلاب الذين شاركوا في ورش عمل برنامج الشباب من Canon في نيروبي. غير أن هذه الجلسات كانت مختلفة. خضع كل مشارك في البرنامج لجراحة غرسة قوقعة صناعية، وكانت الفترة التي قضوها مع بن موانجي، المدرِّب المعتمد من مدرب Canon، جزءًا من برنامج أوسع لإعادة التأهيل.

خضع ما يقرب من مليون شخص على مستوى العالم لجراحة ناجحة لزراعة القوقعة الصناعية، ولكن هذه الجراحة ليست علاجًا فوريًا. فقد يستغرق التعافي بعد الجراحة عدة أسابيع قبل عمل الغرسة. ثم يجب أن يتكيف المخ مع المدخلات الحسية الجديدة لأن السمع من خلال غرسة قوقعة صناعية يجب أن يتم تعلمه - وهذا يستغرق وقتًا. يقضي اختصاصي السمع عدة أشهر في "ضبط" الغرسة بانتظام باستخدام ملاحظات المريض، وفي الوقت نفسه تُجرى جلسات علاجية وجلسات تطوير مهارات النطق وتقييمات طبية منتظمة لضمان تأقلم المريض مع حياته الجديدة.

رجل يرتدي قميصًا أبيض اللون يحمل شعار Canon ويرتدي قبعة بيسبول يشير نحو شاشة كبيرة تعرض صورة امرأة شابة ترتدي سماعات رأس وترقص. وينظر إليه عدد من الطلاب الشباب بينما ظهورهم موجهة إلى الكاميرا.

بن موانجي، المدرِّب المعتمد من Canon، يجمع بين التدريب النظري في الفصول الدراسية والمهارات العملية.

لذا، عندما تعرف هؤلاء الأطفال والشباب الطموحون (تتراوح أعمارهم ما بين 9 و22 عامًا) على Canon من خلال شركة MED-EL العالمية للتكنولوجيا الطبية، كانوا بالفعل في مرحلة التطور وكانوا مستعدين ومتحمسين لتوسيع آفاقهم.

على مدار ثلاثة أسابيع، حضر الطلاب أربعة فصول مع بن، حيث استخدموا أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDG) كوسيلة لربط قصصهم الشخصية بالموضوعات العالمية الأوسع. لم يسبق لكثير من الطلاب استخدام كاميرا احترافية من قبل، لذا خصص بن وقتًا للعمل معهم على المعرفة العملية الأساسية قبل الانتقال إلى المهارات الجوهرية لسرد القصص المرئية. وسرعان ما اكتشف جميع المصورين الطموحين مدى قوة الكاميرا في مساعدتهم في مشاركة رحلاتهم ووضع تجاربهم في سياق رؤية أوسع للعالم.

وكانت القدرة على القيام بذلك ضمن بيئة آمنة تضم أشخاصًا تجمعهم تجربة فقدان السمع ورحلة استعادته من خلال جراحة غرسة قوقعة صناعية، أمرًا بالغ الأهمية في سياق هذه العملية. أتاحت هذه البيئة للطلاب التحدث بحرية وانفتاح بين أقرانهم الذين يفهمونهم، مع تقديم الأعضاء الأكبر سنًا في المجموعة الدعم لكل من الأطفال ومدربهم. بالنسبة إلى إيمانويل نجانجا، الطالب البالغ من العمر 20 عامًا، كان الانتماء إلى مجموعة متفهمة وقادرة على التقبل أمرًا في غاية الأهمية. حيث عانى من عزلة اجتماعية مروعة بعدما بدأت قدرته على السمع تتدهور ببطء بعد إصابة رأسه في أثناء لعب كرة القدم. ويقول عن هذا: "حتى أصدقائي لم يرغبوا في التواصل معي كثيرًا".

مرت إستير موثوجا، أحد المؤثرين المشهورين على وسائل التواصل الاجتماعي ضمن مجتمع غرسات القوقعة الصناعية، بتجربة مشابهة عندما عانت من ضعف السمع بعد إصابتها بعدوى في الأذن وظلت تكافح من أجل التواصل. لكن مشاركتها في برنامج الشباب من Canon زادت مجموعة مهاراتها، ومنحتها طرقًا جديدة للوصول إلى جمهورها وتثقيفهم حول فقدان السمع.

The words ‘seeing beyond sound’

والأهم من ذلك، أن هذا البرنامج أظهر لجميع هؤلاء الشباب، الذين مروا بالكثير، أن هناك فرصًا جديدة ومثيرة متاحة لهم، وأنه كان مجرد دافع كانوا في أمس الحاجة إليه. شعرت فيلستر نثولي، منسقة دعم إعادة التأهيل في مركز زراعة السمع، بسعادة غامرة لرؤية تأثير برنامج الشباب في المشاركين. وتقول: "لقد رأيت ثقتهم بأنفسهم تحلق إلى عنان السماء". "فالقدرة على تعلم التصوير الفوتوغرافي وفهمه في غضون ثلاثة أسابيع كان له تأثير إيجابي بالفعل في تقديرهم ذاتهم".

في نهاية البرنامج التدريبي، قام الطلاب بإنشاء مجموعة أعمال مذهلة، جميعها توثق موضوعات قريبة من قلوبهم، وكان كثير منها سجلاً لتجربتهم الحياتية مع فقدان السمع. وتمت طباعة هذه الأعمال بطريقة احترافية وتقديمها إليهم، إلى جانب شهادة إتمام البرنامج. وإلى جانب أنها دليل قوي وملموس على كل ما تعلموه، ما سيدعمهم في تعليمهم ومساعيهم المستقبلية، فإنها تحمل دلالة رمزية أيضًا. وفي كل مرة ينظرون إلى الصور التي أنشؤوها على مدى هذه الأسابيع الثلاثة المليئة بالفرح، سيتذكرون مقدار ما تحملوه، وما هم قادرون عليه، وما يمكن تحقيقه. أصبحت قصصهم جاهزة لمشاركتها مع العالم.

اكتشف المزيد عن برنامج الشباب من Canon.

ذات صلة