ما تحتاج معرفته معدل الإطارات (FPS): كيف يؤثر على جودة الفيديو والأداء

على زر التسجيل، تلتقط الكاميرا سلسلة من الصور تُعرض لاحقًا بسرعة لتصوير الحركة. هذه الصور تُعرف بالإطارات، وعددها في الثانية الواحدة هو ما يُسمى بمعدل الإطارات أو FPS.

فهم معدل الإطارات يُعد خطوة أساسية لكل من يصور الفيديو، سواء كنت تصنع فيلمًا قصيرًا، تنشئ محتوى على YouTube، أو تبث لحظات لعبك مباشرة. دعنا نستكشف معًا هذا العنصر الأساسي لصناعة الفيديو، وكيف يمكنه أن يرفع من مستوى إبداعك.

دل الإطارات هو ببساطة عدد الصور الفردية التي تلتقطها الكاميرا وتعرضها خلال ثانية واحدة من الفيديو. على سبيل المثال، 30 إطارًا في الثانية يعني عرض 30 صورة في كل ثانية. كلما زاد هذا الرقم، زادت سلاسة الحركة الظاهرة في الفيديو. لكن ليس دائمًا "الأعلى هو الأفضل"—فالأمر يعتمد على هدفك من التصوير وشعور المشهد الذي تريد نقله.

عدل الإطارات لا يؤثر فقط على سلاسة الفيديو، بل يترك أثرًا مباشرًا على النمط، الإحساس، والتجربة الكاملة. إليك ما يمكن أن يؤثر فيه:

● وضوح الحركة: تستفيد المشاهد المليئة بالحركة أو مقاطع الفيديو الرياضية بشكل كبير من معدلات الإطارات الأعلى، مما يقلل من ضبابية الحركة.
● الأداء والتخزين: تنتج معدلات الإطارات الأعلى ملفات أكبر تُشكل ضغطًا أكبر على جهازك أو برنامج التحرير.
● الأسلوب الإبداعي: بينما قد تبدو معدلات الإطارات الأعلى فائقة السلاسة أو واقعية للغاية، قد يوفر معدل الإطارات الأقل مظهرًا كلاسيكيًا سينمائيًا أكثر.

لذلك، فإن العثور على معدل الإطارات "المثالي" أقل أهمية من اختيار معدل يتناسب مع متطلباتك التقنية ورؤيتك الإبداعية.

توجد استخدامات عديدة لمعدلات الإطارات المختلفة. فيما يلي الأكثر شيوعًا ومجالات قوتها:

فيما يتعلق بالأفلام والسينما، هذا هو المعيار الذهبي. يُستخدم 24 إطارًا في الثانية منذ عقود لأنه يحاكي الطريقة الطبيعية، وإن كانت غير كاملة، التي ترى بها أعيننا الحركة. إنه يضفي جودة سينمائية مريحة على فيلمك. هذا هو الخيار الأفضل إذا كنت تريد فيديو يروي قصة بأسلوب الفيلم.

أكثر سلاسة قليلاً من 24 إطارًا في الثانية، يُستخدم 30 إطارًا في الثانية بشكل شائع للبث التلفزيوني، ومقاطع الفيديو عبر الإنترنت، ومعظم محتوى YouTube القياسي. إنه مثالي للمقابلات، والدروس التعليمية، والمحتوى العادي الذي لا يزال بحاجة إلى مظهر مصقول. إنه يوفر توازنًا جيدًا بين الحركة الطبيعية والبساطة التقنية.

60 إطارًا في الثانية مثالية إذا كنت تريد فيديو واضحًا وحادًا، خاصة للمشاهد التي تتحرك بسرعة. تستفيد الألعاب، ومشاهد الحركة، ومقاطع الفيديو الرياضية بشكل كبير من معدل الإطارات هذا. نظرًا لإمكانية إبطائه إلى 30 أو 24 إطارًا في الثانية ومع ذلك ينتج صورًا سلسة، فإنه يُستخدم أيضًا بشكل متكرر لمقاطع الحركة البطيئة.

يُستخدم معدل الإطارات فائق الارتفاع هذا بشكل أساسي لمقاطع الحركة البطيئة الدرامية. فكر في رشاشات الماء، أو الحركات الرياضية، أو الكشوفات السينمائية. ستحتاج إلى كاميرا فيديو تدعم ذلك، ومساحة تخزين أكبر للتعامل مع حجم الملف، لكن العائد هو تشغيل سلس للغاية عند الإبطاء.

لا يؤثر معدل الإطارات على مدى سلاسة لقطاتك فحسب - بل يلعب أيضًا دورًا في جودة الفيديو الإجمالية:

● FPS منخفض + حركة عالية = تقطع
● FPS مرتفع + إضاءة منخفضة = تشويش أو تحبب (لأن الكاميرا لديها وقت أقل لكل إطار لجمع الضوء)

من المهم أن تتذكر: زيادة معدل الإطارات لن يؤدي تلقائيًا إلى تحسين الجودة. إذا كانت إعدادات الإضاءة، الدقة، أو معدل البت خاطئة، حتى الفيديو الأكثر سلاسة يمكن أن يبدو مبكسلاً أو باهتًا.

بغض النظر عن معدل الإطارات الذي تختاره، يمكن أن تستفيد جودة الفيديو دائمًا من بعض أفضل الممارسات:

ابدأ بدقة تتناسب مع احتياجات منصتك (على سبيل المثال، 1080 بكسل أو 4K)، واضبط معدل الإطارات وفقًا لذلك. تأكد من أن سرعة الغالق ضعف معدل الإطارات تقريبًا للحصول على ضبابية حركة طبيعية. على سبيل المثال، إذا كنت تصور بسرعة 30 إطارًا في الثانية، فاستخدم سرعة غالق تبلغ حوالي 1/60.

إذا كنت تقوم بتحميل الفيديو الخاص بك على وسائل التواصل الاجتماعي أو البث المباشر، غالبًا ما تقوم المنصات بضغط الفيديو الخاص بك. لتجنب فقدان كبير في الجودة، صور بمعدل بت أو دقة أعلى قليلاً حتى عندما يبدأ الضغط، يظل محتواك يبدو حادًا.

يؤثر معدل الإطارات على مدى قدرة الكاميرا على التقاط الضوء. كلما كانت سرعة الغالق أسرع (كما هو الحال في معدل الإطارات العالي)، قل الضوء الذي يمكن أن يجمعه كل إطار. قم بالتعويض بالإضاءة والتعريض المناسبين للحفاظ على تباين وسطوع متوازنين.

قم بإجراء لقطات اختبار متجاورة لنفس المشهد بإعدادات FPS مختلفة. يساعدك هذا على رؤية الفرق واختيار الأفضل لرؤيتك الإبداعية. تتيح لك أدوات التحرير مثل Premiere Pro أو Final Cut أيضًا التجربة عن طريق إعادة توقيت اللقطات.

تستفيد أنواع مختلفة من محتوى الوسائط من معدلات إطارات مختلفة. إليك كيفية تقسيمها:

كما ذكرنا سابقًا، يهيمن 24 إطارًا في الثانية على عالم السينما. إنه يعطي ذلك المظهر الحالم والعاطفي الذي نربطه بالأفلام التقليدية؛ ومع ذلك، يجرب بعض المخرجين معدلات إطارات أعلى لسرد قصص واقعية للغاية.

نظرًا لأن السرعة والاستجابة هما عنصران أساسيان في الألعاب، فغالبًا ما تُرى معدلات إطارات تبلغ 60، 120، أو حتى 240 إطارًا في الثانية في هذه الصناعة. يعد معدل الإطارات (FPS) الأكبر ضروريًا للاعبين التنافسيين لأنه يؤدي إلى ألعاب أفضل، واستجابات أسرع، وتقليل ضبابية الحركة.

بالنسبة لمنصات مثل Instagram، TikTok، و YouTube، فإن 30 إطارًا في الثانية هو النقطة المثالية. إنه ثابت، ومدعوم عبر الأجهزة، ويبدو جيدًا على كل من الهاتف المحمول وسطح المكتب. غالبًا ما تستفيد البثوث المباشرة، خاصة على منصات مثل Twitch أو Facebook Live، من 60 إطارًا في الثانية إذا كنت تعرض الكثير من الحركة (على سبيل المثال، محتوى الألعاب أو اللياقة البدنية).

تجعل غالبية الهواتف والكاميرات وبرامج التحرير"التعديل" الحديثة ضبط FPS بسيطًا:

● إعدادات الكاميرا/الهاتف: اختر معدل الإطارات الذي تريده بالانتقال إلى إعدادات الفيديو الخاصة بك. قد تتمكن حتى من تخصيص بعض الأجهزة المتطورة وفقًا للدقة (على سبيل المثال، 4K بسرعة 60 إطارًا في الثانية).
● برنامج التحرير: في مرحلة ما بعد الإنتاج، يمكنك تفسير اللقطات بمعدلات إطارات مختلفة لتأثيرات الحركة البطيئة أو الفاصل الزمني (Time-lapse). فقط كن على دراية بأن محاكاة معدل إطارات أعلى في التحرير لن تبدو مثل التصوير الأصلي.
● اعتبارات الأجهزة: تأكد من أن بطاقات الذاكرة والأقراص الصلبة والمعالجات الخاصة بك يمكنها التعامل مع لقطات بمعدلات إطارات عالية لأنها قد تكون تتطلب الكثير من الموارد!

على الرغم من أن معدل الإطارات قد يبدو تقنيًا، إلا أنه في الأساس خيار إبداعي. قد يساعدك اختيار معدل الإطارات (FPS) المثالي على التأثير في كيفية إدراك جمهورك للحظة، سواء كنت تشاركها على وسائل التواصل الاجتماعي، أو تنشئ فيديو لعب مكثف، أو تصنع فيلمًا قصيرًا مؤثرًا. يجب أن يحدد محتواك معدل الإطارات الخاص بك. قم بتكييف معدل الإطارات الخاص بك مع الحالة المزاجية التي تريد أن يصورها الفيديو الخاص بك وكذلك المنصة.