استكشاف شبكية العين كنافذة على الدماغ

4 دقائق
صورة ظلية بالأبيض والأسود لرجلٍ من الخلف يقف أمام الضوء الأبيض الساطع للنافذة. وتوجد على كلا الجانبين جدران سوداء.

هناك بعض الاضطرابات العصبية الرئيسية التي يصعب تشخيصها وتقييمها عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي في مراحلها المبكرة ولكن هناك مؤشرات معينة يمكن رؤيتها بالعين. أحد هذه الحالات هو التصلب المتعدد (MS). يمكن استخدام التصوير المقطعي التوافقي البصري، المعروف أكثر بالاختصار OCT، لتقييم تلف الشبكية الناجم عن التصلب المتعدد، الذي يُعد علامة على عملية التنكس العصبي الأوسع نطاقًا التي تحدث داخل الدماغ بأكمله. يشرح طبيب الأعصاب والخبير في مرض التصلب المتعدد الأستاذ بارت فان ويجميرش، الذي يدير مركز التصلب المتعدد الجامعي في بيلت ببلجيكا، كيف يمكن أن يساعد التصوير المقطعي التوافقي البصري في تحديد تشخيص مرض التصلب المتعدد وعلاجه ومتابعته.

التصلب المتعدد هو حالة مناعة ذاتية تستمر مدى الحياة تؤثر في الجهاز العصبي المركزي. في بداية المرض، يتم إنتاج بعض الآفات داخل الدماغ التي يمكن أن تسبب أعراضًا أولية. يتم تصنيف هذا المرض على أنه "متلازمة معزولة سريريًا". وعندما تتكرر الإصابة بهذا المرض، يُعرف باسم "التصلب المتعدد المتكرر الانتكاس"، ويمكن في وقت لاحق أن يتفاقم إلى أشكال أخرى مثل مرض التصلب المتعدد المتفاقم. وعلى المستوى الخلوي، يحدث التصلب المتعدد من خلال مجموعة من الآفات الالتهابية وفقدان المحور العصبي المتزامن (يعرف المحور العصبي باسم "الألياف العصبية" ويحمل النبضات الكهربائية من خلية عصبية إلى أخرى) وإزالة الميالين (تلف غمد الميالين المحيط بالأعصاب)، وهذا يسبب التنكس العصبي وضمور الدماغ. ومع ذلك، قد يصعب تشخيص مرض التصلب المتعدد لأنه يمكن أن يتفاقم إلى ما دون الحد السريري لسنوات عديدة من دون أن يلاحظ المريض ذلك. وعلى الرغم من أنه يمكن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن الآفات بمرور الوقت، فلا يمكن الاعتماد عليه دائمًا بنسبة 100% في الكشف عن كل الآفات الموجودة داخل الدماغ. يشرح الأستاذ فان ويجميرش قائلاً: "لا تظهر آفات المادة الرمادية القشرية، على وجه الخصوص، بشكل جيد في التصوير بالرنين المغناطيسي" . "لا يظهر حوالي 80% من هذه الآفات".

هناك ثلاثة فحوصات للدماغ جنبًا إلى جنب. يحتوي كل فحص على منطقة سوداء مركزية يزداد حجمها مع تضاؤل حجم الجزء المتني للدماغ (كما هو موضح بالأرقام أعلاه). وتُظهر نتائج الفحوصات نتائج التصوير المقطعي التوافقي البصري المقابلة. ومكتوب على الفحوصات "صور الرنين المغناطيسي ونتائج التصوير المقطعي التوافقي البصري (OCT) لثلاثة مرضى يعانون من التصلب المتعدد (MS) توضح العلاقة بين هذين المقياسين.

المؤشرات الأولية

العصب البصري هو أحد المناطق الرئيسية الثلاث التي غالبًا ما تتأثر في البداية بمرض التصلب المتعدد إلى جانب الدماغ والحبل الشوكي، ويمكن أن يكون التهاب العصب البصري أحد المؤشرات الأولية للمرض. يُستخدم التصوير المقطعي التوافقي البصري لتصوير الطبقات المختلفة للشبكية البشرية وقياسها، ويمكن أن يوفر تفاصيل عن أي تلف في الشبكية ناجم عن مرض التصلب المتعدد. يوضح الأستاذ فان ويجميرش قائلاً: "يعاني حوالي 80% من مرضى التصلب المتعدد من ضمور في طبقة الألياف العصبية الشبكية وطبقة الخلايا العقدية في الشبكية، ويعاني 40% من المرضى من مشكلات في الطبقات النووية الداخلية للشبكية" . "وبفضل التصوير المقطعي التوافقي البصري، يمكن فحص هذه الطبقات بالتفصيل في الحياة الحقيقية".

أداة تقييم مهمة

التصوير المقطعي التوافقي البصري هو طريقة سريعة وغير باضعة لتخطيط طبقات الشبكية، ومن ثَمَّ يتم استخدامه في الكثير من التخصصات الطبية بخلاف طب العيون، مثل دراسة أمراض القلب والأبحاث. ويمكن استخدامه في تقييم مرض التصلب المتعدد بثلاث طرق: التشخيص والتنبؤ ومتابعة العلاج. يشرح الأستاذ فان ويجميرش قائلاً: "إن استخدام التصوير المقطعي التوافقي البصري لتشخيص مرض التصلب المتعدد ليس بالأمر المفاجئ، لأن أحد الأعراض الأولية للحالة هو التهاب العصب البصري، ولكن يمكن استخدامه أيضًا على المستوى التشخيصي، وفي متابعة العلاجات أو متابعة هؤلاء المرضى بمرور الوقت". . ويتابع قائلاً: "أعتقد أن هذه هي المساهمة الواعدة التي يقدمها التصوير المقطعي التوافقي البصري في تقييم مرض التصلب المتعدد، وأعتقد أنه يمكن أن يؤثر بشكل كبير جدًا في الممارسة السريرية. كما أن ما يحدث على الشبكية يعكس ما يحدث داخل الدماغ في مرض التصلب المتعدد، وقد أظهرت الدراسات أن ضمور الدماغ بمرور الوقت بسبب التصلب المتعدد يرتبط إلى حد كبير بفقدان سُمك طبقة الألياف العصبية الشبكية بمرور الوقت. ومن ثَمَّ كلما قلّ السُمك، زاد الضمور". ويمكن أن يوفر اكتشاف تفاقم مرض التصلب المتعدد والتنكس العصبي قبل إصابة المريض به إمكانية العلاج الذي يمكن أن يبطئ من فقدان الخلايا العصبية وحتى ترميم بعض الأضرار التي يسببها المرض.

إن استخدام التصوير المقطعي التوافقي البصري لتشخيص مرض التصلب المتعدد ليس بالأمر المفاجئ، لأن أحد الأعراض الأولية للحالة هو التهاب العصب البصري".

أداة المستقبل

لا يزال التنبؤ بمدى تفاقم مرض التصلب المتعدد، بشكل مستقل عن حالات الانتكاس، من الأمور التي يصعب تحقيقها بسبب عدم وجود مؤشرات حيوية جيدة للتنكس العصبي، لكن الأستاذ فان ويجميرش متفائل. "يمكن أن يساعد استخدام التصوير المقطعي التوافقي البصري لتخطيط التغيرات التي تطرأ على الألياف العصبية الشبكية وطبقة الخلايا العقدية كخط أساس للتشخيص، وفي توجيه خيارات العلاج، وكذلك متابعة استجابات المرضى للعلاج في مرض التصلب المتعدد. أعتقد أنها أداة حقيقية للمستقبل".

إلى جانب سمعتها كشركة رائدة في مجال تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالموجات فوق الصوتية، أصبحت Canon Medical معروفة بشكل متزايد في مجال طب العيون بفضل مجموعة أنظمة التصوير العالية الجودة للعناية بالعيون. هذا المقال مقتبس من مجلة VISIONS رقم 38 لمؤسسة Canon Medical Systems Europe.

حول الأستاذ فان ويجميرش

يُعد الأستاذ بارت فان ويجميرش طبيب أعصاب ومتخصصًا في مرض التصلب المتعدد (MS)، كما أنه يشغل منصب المدير الطبي لمركز التصلب المتعدد الجامعي في بيلت ببلجيكا حيث يدير فريقًا متعدد التخصصات. وهو أيضًا أستاذ مساعد في طب الأعصاب في جامعة هاسيلت في بلجيكا، حيث يشارك في الأبحاث ما قبل السريرية وكذلك السريرية حول مرض التصلب المتعدد. وشارك في تأسيس منظمة ParadigMS Foundation وكان أول رئيس لها، وهي منظمة مكرسة للتوعية بمرض التصلب المتعدد وتحسين الرعاية السريرية اليومية للأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد. كما أنه عضو في مجموعة الدراسة البلجيكية لمرض التصلب المتعدد وعدد من المجالس الاستشارية. تقديرًا لعمله العلمي، حصل الأستاذ فان ويجميرش على جائزة فخرية من الحكومة الفلمنكية في عام 2019.

ذات صلة