صورة "Munganau Walks Home" بعدسة أولا لومان

عرض WORLD UNSEEN

صورة "Munganau Walks Home" بعدسة أولا لومان

تلتقط إحدى سفراء Canon الظاهرة الطبيعية للبركان الثائر ــ والصبي الصغير الذي يعيش تحت ظله.

10 دقائق
يعمل عرض World Unseen على تحسين الطريقة التي نتعامل بها جميعًا مع التصوير الفوتوغرافي – سواء من المكفوفين أو ضعاف البصر أو المبصرين. هنا، ستجد الصورة المذهلة التي التقطتها أولا لومان في بابوا غينيا الجديدة. استمع إلى وصف أولا الصوتي، أو اقرأ عنه أدناه.

استمع إلى أولا لومان تصف صورتها

صورة "Munganau Walks Home" بعدسة أولا لومان

في هذه الصورةِ، يسيرُ صبيٌّ على أحدِ الشواطئِ من الجهةِ اليمنى إلى اليسرى. ويحملُ لُعبتَهُ، وهي عصًا خشبيةٌ طويلةٌ بها عجلاتٌ صغيرةٌ وتوجدُ رمالٌ سوداءُ تحتَ قدمَيْهِ الحافيتينِ. ويوجدُ خلفَهُ من الجهةِ اليمنى، خلفَ بحيرةٍ زرقاءَ مياهُهَا عكرةٌ، بركانٌ ينفثُ سحابةً داكنةً منَ الرمادِ. تهيمنُ السحابةُ على النصفِ العلويِّ من الصورةِ وتحجبُ رؤيةَ السماءِ ذاتِ اللونِ الأزرقِ النابضِ بالحياةِ.

ينبعثُ دُخَانٌ كثيفٌ جدًّا من البركانِ يبدُو وكأنَّهُ جسمٌ صُلبٌ يلتفُّ ويدورُ عبرَ الصورةِ بظلالٍ رماديةٍ وسوداءَ. يمتدُّ عمودُ الرمادِ البركانيِّ العملاقُ عبرَ المياه ويمرُّ فوقَ رأسِ الصبيِّ ويستمرُّ بعيدًا إلى ما وراءَ الإطارِ. يلتفُّ الصبيُّ بمنشفةٍ باللونِ الأخضرِ النابضِ بالحياةِ ويرتدِي سروالاً قصيرًا. ويُدعَى مونغاناو.

إنه لا ينظرُ نحوَ البركانِ الثائرِ. بل كانَ مذهولاً بلعبتِهِ - وهي عصًا مزودةٌ بعجلةٍ في منتصفِهَا وعجلتينِ صغيرتينِ في طرفِهَا - وقد صنعَهَا بنفسِهِ. ينتشرُ بعضُ العشبُ الجافُّ حولَ قدمَيْهِ الحافيتينِ بينما توجدُ بعضُ فروعِ الأشجارِ الميتةِ منجرفةً على الشاطئِ.

صورة "Munganau Walks Home" بعدسة أولا لومان مخصصة كمحاكاة لمرضى الضمور البقعي المُبكر المرتبط بالعمر من ضعاف البصر
صورة "Munganau Walks Home" بعدسة أولا لومان غير مخصصة كمحاكاة لضعاف البصر

مرّر لرؤية محاكاة لمرضى الضمور البقعي المُبكر المرتبط بالعمر

الصورة الأصلية

التقطتُ هذه الصورةَ التي تُدعَى "Munganau Walks Home" (مونغاناو يسيرُ نحوَ المنزل)، خلالَ إحدى رِحْلَاتِي الكثيرةِ إلى ماتوبيت في مقاطعةِ بريطانيا الجديدةِ الشرقيةِ في بابوا غينيا الجديدةِ.

عاشَ مونغاناو طوالَ حياتِهِ، مثلَ جميعِ الأطفالِ الذين يَعُدُّونَ هذا المكانَ موطنًا لهم، تحتَ ظلالِ تافورفور، هذا البركانُ العنيفُ والنشطُ.

لم تكنِ الرمالُ السوداءُ وسحبُ الرمادِ تحيطُ بهذا المكانِ دائمًا. في الواقعِ، كانت مياهُ بحرِ بيسمرك النقيةُ والغاباتُ الخضراءُ والشواطئُ الخلابةُ جنةً لا مثيلَ لها تمتلئُ بالحياةِ والألوانِ وذلك قبلَ عامِ 1994 حين بدأَتْ ثوراتُ تافورفور المتكررةُ.

جعلَ البركانُ النشطُ الحياةَ صعبةً لمنْ يعيشونَ هناك. حيثُ ينفثُ بانتظامٍ سحبًا هائلةً من الغازِ والرمادِ في السماءِ ويَردمُ كلَّ شَيءٍ تحتَ غطاءٍ أسودَ.

كما تتحولُ الأمطارُ التي تهطِلُ من سُحُبِ الغازِ المتصاعدِ إلى أمطارٍ حمضيةٍ تفسدُ المحاصيلَ والخضراواتِ ومياهَ الشربِ. ويعلقُ الرمادُ بكلِّ شيءٍ: الشعرُ والملابسُ والفمُ والرئتانِ. ومن الشائعِ هناك حدوثُ مشكلاتٍ صحيةٍ خاصةً للأطفالِ.

ولكنْ على الرغمِ من المصاعبِ التي يسبِّبُهَا لهُمْ تافورفور، بقِيَ سكانُ القريةِ على أرضِهِمْ يحيطُهُمُ البحرُ.

ما وراء اللقطة
التقطت أولا لومان، التي زارت هذا البركان عدة مرات، صورة "Munganau Walks Home" (مونغاناو يسيرُ نحوَ المنزل) باستخدام كاميرا EOS 5D من Canon.

يجتمعُ الأطفالُ مساءً على الشاطئِ يلعبونَ ويغتسلونَ منَ الرمادِ.

لم يكنْ ثَوَرَانُ البركانِ في هذا المساءِ شيئًا جديدًا بالنسبةِ إليهم على الرغمِ من أنَّ البركانَ كانَ يصدرُ أصواتًا مدويةً وينفثُ الرمادَ بقوةٍ في السماءِ.

بالنسبةِ إليَّ، رأيْتُ روعةَ هذا المشهدِ وهو يتكشَّفُ أمامِي خاصةً معَ عدمِ اكتراثِ مونغاناو بالظاهرةِ الطبيعيةِ التي تحدثُ خلفَهُ. لم ينظرْ إلى أعلَى. كانَ الأمرُ طبيعيًّا بالنسبةِ إليه واستمرَّ في عالَمِهِ يلعبُ في سعادةٍ.

وعلى الرغمِ من أننا قد لا نستوعبُ ذلك، ولكنْ مونغاناو والأطفالُ يشعرونَ بالسعادةِ هنا.

ولكنْ منَ المؤسفِ رؤيةُ هؤلاءِ الأطفالِ يعيشونَ على أنقادِ الجنةِ التي كانوا يعيشونَ فيها سابقًا. لقدْ ولدتُ في ألمانيا حيثُ لا توجدُ من دونِ شكٍّ حياةٌ أكثرَ راحةً منها. لدينا هواءٌ نظيفٌ ومياهٌ جاريةٌ نظيفةٌ وتربةٌ خصبةٌ وكهرباءُ وسياراتٌ ومراكزُ تسوقٍ كبيرةٌ.

هم ليسَتْ لديهم هذه الأشياءُ، لكنْ يبدُو أنَّ الذين يعيشونَ بالقربِ من تافورفور لا يركزونَ على ما ليسَ لديهم، بل على ما لديهم بالفعلِ. إن تفاؤلَهُمْ مثيرٌ للإعجابِ. فكانَ بوسعِهِمْ أن يشتكُوا كلَّ يومٍ من تغطيةِ الرمادِ لمنازلِهِمْ، ومن عدمِ امتلاكِ طعامٍ في حدائقِهِمْ، ومن عدمِ وجودِ مياهٍ عذبةٍ للشربِ أوِ الغسيلِ، ومن تعليقِ الملابسِ النظيفةِ التي تتسخُ عند تعليقِهَا على الحبلِ. لكنَّهُمْ لا يفعلونَ ذلك.

تُظهرُ هذه الصورةُ لمونغاناو، التي اُلتقطَتْ باستخدامِ كاميرا EOS 5D من Canon، مدى قدرةِ البشرِ على التكيُّفِ والصمودِ واستخدامِ المواردِ المتاحةِ بشكلٍ فعالٍ. ومدى قدرتِهِمْ على الازدهارِ حتى في أقسَى الظروفِ البيئيةِ.

بمرورِ الوقتِ، تكيَّفَ سكانُ القريةِ بطرقٍ كثيرةٍ. أحدُهَا هي عَلاقَتُهُمْ معَ طائرٍ صغيرٍ يشبهُ الدجاجَ يسمَّى الشقبانة. يضعُ طائرُ الشقبانةِ البيضَ في التربةِ البركانيةِ الساخنةِ، بعمقٍ يصلُ أحيانًا إلى مترينِ، حتى يقومَ تافورفور بتحضينِ البيضِ. لا يجمعُ سكانُ القريةِ البيضَ للاستفادةِ منه كغذاءٍ فقطْ، بل أيضًا يستخدمونَهُ للتنبؤِ ما إذا كانَ منَ المحتملِ أن ينفجرَ البركانُ مرةً أخرى أم لا.

فقبلَ ثورانِ البركان، تسخِّنُ الغازاتُ المتصاعدةُ الأرضَ، ومنْ ثَمَّ تضعُ طيورُ الشقبانةِ البيضَ بالقربِ منَ السطحِ.

جعلَ البركانُ النشطُ الحياةَ صعبةً لمنْ يعيشونَ هناك. حيثُ ينفثُ بانتظامٍ سحبًا هائلةً من الغازِ والرمادِ في السماءِ ويَردمُ كلَّ شَيءٍ تحتَ غطاءٍ أسودَ".

ورغمَ أنَّ هذه الصورةَ هي مثالٌ بارزٌ على تفاؤلِ الروحِ الإنسانيةِ، فإنها تُظهرُ لنا أيضًا عظمةَ الطبيعةِ وشراستَهَا، وكيفيةَ تواصلِهَا معَنَا. فأحيانًا تصرخُ بصوتٍ عالٍ وعنيفٍ على شكلِ ثورانٍ بركانيٍّ.

وأحيانًا أخرى تكونُ أكثرَ هدوءًا. وسَطَ الرمالِ الساخنةِ السوداءِ في الصورةِ، تحتَ أقدامِ مونغاناو، هناك بقعٌ صغيرةٌ بيضاءُ. قد نخطئُ ونعتقدُ أنها ثلجٌ. لكنَّهَا ليسَتْ كذلك. إنها مؤشرٌ صغيرٌ لكنَّهُ مهمٌّ عن كيفيةِ تغيُّرِ الطبيعةِ قبلَ حدوثِ ثورانٍ بركانيٍّ.

من بينِ عجائبِ الطبيعةِ كلِّهَا، تُعَدُّ البراكينُ واحدةً من أكثرِهَا جاذبيةً. فهي تمنحُ شعورًا بأنَّكَ حيٌّ. حَيٌّ بكلِّ ما للكلمةِ من معنًى. لقدْ وقفتُ على قمةِ فوهةِ هذا البركانِ تحديدًا عندما انفجرَ.

ونظرتُ إلى الحممِ البركانيةِ المغليةِ في قلبِ الأرضِ، وعلى الرغمِ من أنه كانَ منَ الممكنِ أن يؤذِيَنِي، فإنَّه لم يفعلْ. بلْ جعلنِي أشعرُ بالامتنانِ. لأنني كنتُ واقفة على الخطِّ الفاصلِ بين الحياةِ والموتِ، ولم يحدثْ لي شيءٌ.

أعتقدُ أنه إذا رأى عددٌ أكبرُ من الناسِ بركانًا ثائرًا، فسيكونُ العالَمُ مكانًا أفضلَ. فعندما نقفُ بجانبِ بركانٍ، سندركُ أنَّ الطبيعةَ تفوقُنَا في قوتِهَا وعظمتِهَا. فالبراكينُ، التي كانت موجودةً قبلَنَا بفترةٍ طويلةٍ وستظلُّ موجودةً بعدَنَا بفترةٍ طويلةٍ، تثيرُ دهشتَنَا بقوةِ البيئةِ الطبيعيةِ الهائلةِ.

ورغمَ قدرةِ البراكينِ على تدميرِ كلِّ ما حولَهَا، فإنها أيضًا مصدرٌ للحياةِ، فهي تثرِي التربةَ وتُنشئُ أساسَ النظمِ البيئيةِ الغنيةِ التي نزدهرُ منها.

بالنسبةِ إلى تافورفور، فقد كانَ هادئًا في الفترةِ الأخيرةِ. أقومُ بزيارةِ هذا المكانِ منذُ عقودٍ، وشهدتُ مؤخرًا ما يراهُ مونغاناو وسكانُ القريةِ الآخرونَ: وهو بَدْءُ ازدهارِ النباتاتِ والحياةِ، ببطءٍ ولكنْ بثباتٍ، في وقتِ خمولِ البركانِ، معَ عودةِ الجمالِ إلى المِنطقةِ.

تعرّف على المزيد حول سفيرة Canon أولا لومان

طباعة عالم غير مرئي
لكي تكون تجربة عرض World Unseen ممكنة، طبعنا نُسخًا بطريقة برايل ونُسخًا بارزة من الصور الرائعة باستخدام برنامج PRISMAelevate XL من Canon وطابعات الفئة Arizona.

بالنسبةِ إليَّ، رأيْتُ روعةَ هذا المشهدِ وهو يتكشَّفُ أمامِي خاصةً معَ عدمِ اكتراثِ مونغاناو بالظاهرةِ الطبيعيةِ التي تحدثُ خلفَهُ. لم ينظرْ إلى أعلَى. كانَ الأمرُ طبيعيًّا بالنسبةِ إليه".

استكشف مجموعة World Unseen