عدسات كانون ترصد التأثير الاجتماعي في المملكة العربية السعودية

دبي، الإمارات العربية المتحدة، أطلقت كانون أول برنامج للشباب (YPP) في المملكة العربية السعودية، حيث منحت في الآونة الأخيرة جيلًا جديدًا من الشباب فرصة للتغيير المباشر من خلال فن سرد القصص التصويرية. يعمل برنامج الشباب YPP منذ عام 2015، حيث وصل عدد المشاركين به إلى أكثر من 5,000 فرد بالشراكة مع أكثر من 40 جمعية خيرية في جميع أنحاء العالم. يمكّن البرنامج الجيل القادم من رواة القصص من الوصول إلى التعليم والمعدات اللازمة حتى يتمكنوا من الاستمرار في التعلم، النمو وتجسيد أفكارهم في صورة مرئية للعالم.

تأكيدًا على التزامها تجاه المملكة العربية السعودية مرة أخرى، أبرمت كانون شراكة مع الهيئة الملكية السعودية وسفيرة كانون- Canon في المملكة، تسنيم السلطان، وهي مصورة سعودية شهيرة وراوية قصص مصورة فضلاً عن اهتمامها بالقضايا الاجتماعية وقضايا المرأة. تهدف هذه الشراكة إلى مرافقة 17 طالبة في رحلة فريدة من نوعها. وفي ضوء التركيز على الاستدامة من خلال منظور أنثوي، ساعدت تسنيم في تحقيق التأمل الذاتي من خلال 12 جلسة شخصية ودروس افتراضية لمدة شهر واحد. انطلقت هذه الدروس من منطقة العلا، وهي تحفة بصرية وتاريخية وواحدة من أقدم المدن في شبه الجزيرة العربية وبها منطقة "هجرة"، أول موقع للتراث العالمي لليونسكو في المملكة العربية السعودية.


تضمن البرنامج العناصر العملية للسرد المرئي المقنع وعزز رسالة للتمثيل المرئي المستدام والأخلاقي. وإلى جانب مساعدة الطلاب في صقل مهاراتهم الأساسية في التصوير الفوتوغرافي والفيديو، مثل التأطير، الإظهار، وما إلى ذلك. وقد ساعد البرنامج أيضًا في تزويد الطلاب بالمهارات الأساسية، ومنها على سبيل المثال، التحليل والتأمل في كيفية تأطير تمثيل الآخرين أثناء سرد الروايات التي تراعي الفروق بين الجنسين والتي يمكن أن تؤدي إلى التغيير. كما أبرزت ورشة العمل القضايا الأخلاقية، السلوكية والاجتماعية الرئيسية المتعلقة بإنتاج واستهلاك الصور في المقاوم الأول.


التركيز على الاستدامة


لطالما حرصت كانون على تسليط الضوء على القضايا العالمية بهدف التأثير على التغيير الإيجابي في المجتمع، لا سيما تلك التي تؤثر على الشباب. لقد خلقت التغييرات الاجتماعية الكاسحة في المملكة العربية السعودية على مدار العامين الماضيين فرصًا متعددة لسرد قصص متباينة تسلط الضوء على وجهات نظر مختلفة. كان ذلك أحد الأسباب الرئيسية التي زادت من تحمس كانون لتفعيل البرنامج في المملكة. من خلال تسخير قوة سرد القصص المرئية الإيجابية لدفع التغيير، يأمل برنامج الشباب YPP في منح الشباب الفرصة للتعبير عن أنفسهم. ونتيجة لذلك، يتم تشجيع الشباب على الانخراط في التفكير العميق والتحاور بشأن الموضوعات التي تتير اهتمامهم.


انطلاقًا من موقع "العلا" المهيب في المملكة العربية السعودية، استفاد البرنامج من محيطه المذهل من خلال جلسات تشبه ورش العمل لإلهام الشابات لتوجيه آلاف السنين من الثقافة والتراث والجمال الطبيعي لتقديم أفكار فريدة من نوعها تحث على التحاور وتعززه. من خلال تأطير النساء في حياتهن اليومية -القيادة والمشاركة في المجالات العامة والعمل وما إلى ذلك -استحوذ المشاركون في برنامج الشباب على التطور الاجتماعي الحقيقي والملموس الحاصل حاليًا في المملكة. بالاقتران مع إرشادات تسنيم الخبيرة ومنصة YPP لعرض أعمالهن، يضمن البرنامج مشاركة القصص الحيوية من خلال الصور التي تعكس حاضرًا مليئًا بالأمل وإمكانات وإصرارًا على مستقبل مزدهر متوازن بين الجنسين.


تجربة المرة الواحدة في العمر:


تقع العلا على مفترق الطرق الواقع في طريق الحرير وطريق البخور وبها الكثير التكوينات الصخرية والأودية والواحات الصحراوية والمقابر. تخلق نتوءاتها الطبيعية والبشرية من الحجر الرملي، المدافن المحفوظة، المساكن التاريخية، والمعالم الأثرية، تخلق متحفًا حيًا. ولكن من بين مجموعة YPP لهذا العام، لم يتعلم الطلاب ببساطة كيفية التقاط صورة مذهلة للمناظر الطبيعية الجميلة - كان هناك ما هو أكثر من ذلك بكثير.


وعلى خلفية تاريخ رائع وحافل يمتد لأكثر من 200,000 عام، تمكن المشاركون من زيادة وتطوير معلوماتهم الحالية عن الكاميرا، عن أنفسهم وعن العالم الموجود حولهم، وهذه هي نوعية التجارب التي تريد أن تخلقها كانون - الرحلات الشخصية والنمو الذي يتم تصوره من خلال السرد المصور.


يرى فينكاتاسوبرامانيان هاريهاران، المدير التنفيذي لشركة كانون الشرق الأوسط وتركيا، أن هذه الروايات، المؤطرة بشكل مؤثر بهدف التغيير الإيجابي، هي التي يمكن أن تقود الجميع نحو الإيمان بمستقبل أكثر إشراقًا وجمالًا وروعة.


وتابع موضحًا: "بينما نتعهد الإمكانات الإبداعية للشابات في المملكة العربية السعودية، لا نكتفي بالتطور الإيجابي للبلد من خلال سرد القصص المصورة وإنما نوثق التغييرات المجتمعية والاجتماعية التي يريد الشباب تنفيذها في حياتهم. وبوصفه جزءاً من برنامج عالمي، لا يزال برنامج YPP في مرحلة المهد في المنطقة ويتوقع له أن يؤدي إلى نتائج أكبر وأفضل في المستقبل".